30‏/06‏/2011

البيان الحادي عشر للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح حول مشروع قانون دور العبادة الموحد


البيان الحادي عشر للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح حول مشروع قانون دور العبادة الموحد


أولاً: لقد ربطت الشريعة الإسلامية أهل الكتاب بروابط وثيقة من الرحم والمصاهرة، وحسن الجوار، وكريم المعاملة، وعدَّت الإقساط إليهم شريعة واجبة، وبِرَّهم والإحسان إليهم فضلاً ومكرمة، فدماؤهم معصومة، وأعراضهم مصونة، وأقوالهم محفوظة إلا بحقها.

ثانيًا: لقد عاشت مصر المحروسة عبر القرون بأغلبيتها وأقليتها -بحمد الله- آمنة مطمئنة سواء في عهود الدول الإسلامية أو الدولة المعاصرة الحديثة، فلا معنى -إذن- لافتعال الأزمات اليوم واصطناع المشكلات.

ثالثًا: من غير شك فإنَّ إثارة الفتن الطائفية، وتأجيج الصراعات الداخلية في بلادنا أمر يضر بأهل الكتاب والمسلمين، ويفضي إلى استباحة الدماء المحرمة وانتهاب الأموال المعصومة من غير أنْ يجلب خيرًا أو يحقق عدلاً.

رابعًا: ترى الهيئة الشرعية أهمية تمكين الدولة من تنظيم دور العبادة والإشراف عليها، والاطمئنان إلى عدم وجود مخالفات فيها أو في ملحقاتها تهدد أمن البلاد.

خامسًا: تؤكد الهيئة على ضرورة إرجاء مشروع قانون تنظيم دور العبادة إلى ما بعد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وإجراء التعديلات الدستورية، والوصول بالبلاد إلى حالة من الاستقرار السياسي والاجتماعي.

سادسًا: تعتبر الهيئة أنَّ إصدار مثل هذا القانون في الظروف الراهنة سوف يقود البلاد إلى نزاعات وتوترات تهدد السلم الاجتماعي، وتُقَوِّض حالة الهدوء التي ينبغي أنْ تسود البلاد في هذه الظروف.

سابعًا: برفض الكنيسة لمشروع القانون وإعلان ذلك رسميًّا وتحفظ قطاعات كبيرة من المسلمين على عدد من بنوده، وخلوه من عدد من القضايا المهمة فإنَّ مشروع هذا القانون قد وُلِد ميّتًا.

ثامنًا: تطالب الهيئة المجلس العسكري ومجلس الوزراء بالسعي الجاد لضبط الوضع الداخلي، وكشف خيوط التآمر على استقرار البلاد، وتقديم المتورطين إلى العدالة، والضرب بيد من حديد على المستهترين بأمن مصر.

تاسعًا: ترفض الهيئة محاولات استغلال ميدان التحرير لأغراض مشبوهة وممارسات غير مسئولة، وتناشد الهيئة مختلف الجهات الدينية والإعلامية والثقافية والأمنية أنْ تقوم بمسئوليتها، وأنْ تراعي حق هذا الوطن، وألا تكون مصدر إثارة للبلبلة، وترويج الشائعات الباطلة.

وقى الله مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله رب العالمين.

الأربعاء 27/7/1432ﻫ - 29/6/2011م

رئيس الهيئة الشرعية
فضيلة أ.د. نصر فريد واصل

النائب الأول
فضيلة أ.د. على أحمد السالوس

النائب الثاني
فضيلة الشيخ محمد حسان

النائب الثالث
فضيلة أ.د. محمد عبد المقصود

الأمين العام
د. محمد يسري إبراهيم

26‏/06‏/2011

ملاحظات حول المظاهرة المليونية الداعية إلى تطبيق الشريعة


ملاحظات حول المظاهرة المليونية الداعية إلى تطبيق الشريعة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإنَّ تطبيق شرع الله واجب بإجماع المسلمين، وهو امتثال أمره في كتابه: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ) (المائدة:49)، وهو وصف كل مؤمن: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (النور:51).
وترك تطبيق شرع الله مِن علامات النفاق الظاهرة: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) (النساء:61).
ونحن نرى هذه القضية مِن أعظم قضايا الإيمان والتوحيد -وهي مِن أهم غاياتها وأهدافها-، ونرى الأخذ بأسباب إقامتها مِن أعظم الواجبات.

وقد دعا البعض إلى "مظاهرة مليونية" في التحرير بتاريخ: "1/7/2011"؛ للمطالبة بتطبيق الشريعة، ونحن إذ نُثمِّن ما تضمنته هذه الدعوة مِن غاية شريفة؛ إلا أننا نتحفظ على وسيلة "المظاهرة المليونية" في هذا التوقيت سبيلاً لتحقيق هذه الغاية.
ونحن نؤكد أنْ الدعوة إلى تطبيق الشريعة واجبة في كل وقت وفي كل مكان، ولكن النظر إلى وسيلة الدعوة وتحقيقها الغرض المقصود، وتحصيلها للمصالح وتجنيبها للمفاسد.. واجب شرعي كذلك.
وخاصةً أنَّ كثرة ما بات يُعرف: بـ"المظاهرات المليونية" أدى إلى ضيق الكثيرين مِن أبناء الأمة من هذه الوسيلة؛ فنخشى مِن تطور هذا الأمر إلى فقد الاستقرار في البلاد، خاصة مع أصوات كثيرة تدعي: "أنَّ الشعب يعبر عن إرادته بهذه الوسيلة".. ويعتبرون الأعداد التي تخرج في هذه المظاهرات دليل على شرعية وشعبية ما يُطلب فيها.
والكل يعلم محاولات "العلمانيين"، و"الليبراليين" الالتفاف على إرادة الأمة في كتابة دستور يعبر عن هويتها الإسلامية مِن خلال تنظيم مثل هذه المظاهرات.. التي يطالبون فيها بكتابة دستور جديد قبل الانتخابات؛ ليتمكنوا مِن اختيار مَن يريدون لكتابته دون انتخابات.
ونخشى مع عدم المعرفة بالداعين إلى هذه المظاهرة المليونية في "1/7/2011"، وعدم مراجعتهم لأهل العلم والدعاة، وعدم اتفاق الكلمة على اعتماد هذه الوسيلة كطريقة للتعبير عن إرادة الأمة، مع اتفاقنا التام على مشروعية وجدوى مطلب تحكيم الشريعة نخشى أن يكون المقصود منها إضعاف هذا المطلب، وأنْ يقولوا: "لم يحضر هذه المظاهرة إلا عدد قليل؛ فهذا حجم المطالبين بهذا الأمر". وأنْ تكون محاولة للهجوم على الإسلاميين عمومًا، وتحجيم دعوتهم؛ ولذا فنحن نناشد الداعين إليها، وجميع طوائف الأمة تأجيل هذه المظاهرة المليونية؛ تحقيقًا لأكبر قدر مِن المكاسب.
فإذا حصل بالفعل قبول لإقصاء مطلب الأمة في مرجعية الشريعة؛ فعندها يبحث أهل العلم والدعاة كلٌ عن الوسائل المشروعة لمنع هذه المحاولات وإبطالها، بعد التشاور والتناصح: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) (الشورى:38).

والله مِن وراء القصد.

كتبه/ ياسر برهامي
17-رجب-1432هـ   18-يونيو-2011   

22‏/06‏/2011

الحُكم على الناس يجب أن يكون بعِلم وعدل

يتعين على مَن تصدى للحكم على الناس أنْ يتصف بالعِلم والعدل.

أما عن الاتصاف بالعِلم فقد قال الله تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا﴾ [الإسراء:36]، وقال تعالى: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ﴾ [النور:15]. وأما عن الاتصاف بالعدل فقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾ [الأنعام:152].
وقال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة:8].

وليس لحاكمٍ على الناس جرحاً وتعديلاً أنْ يجُور في حُكمه لعداوةٍ أو بغضاء.
قال ابن جرير: ((يعنى بذلك جلّ ثناؤه: يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله محمد، ليكن مِن أخلاقكم وصفاتكم القيام لله شهداء بالعدل في أوليائكم وأعدائكم، ولا تجوروا في أحكامكم، وأفعالكم، فتجاوزوا حدود ما حددت لكم في أعدائكم، لعداوتهم لكم، ولا تُقَصِّروا فيما حددت لكم مِن أحكامي وحدودي في أوليائكم لولايتهم لكم، ولكن انتهوا في جميعهم إلى حدِّي، واعملوا فيهم بأمري)) [تفسير الطبري (10/95)، بتحقيق أحمد شاكر].
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: ((والكلام في الناس يجب أنْ يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم كحال أهل البدع)) [منهاج السنة النبوية (4/337)].
وقال ابن القيم: ((والله يحب الإنصاف، بل هو أفضل حلية تحلَّى بها الرجل، خصوصاً مَن نصب نفسه حَكَماً بين الأقوال والمذاهب، وقد قال تعالى:﴿ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ [الشورى:15])) [إعلام الموقعين (3/94)].

ومِن الإنصاف أنْ يحترم ما عند الآخرين مِن الخير، قال تعالى:﴿ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ [الشعراء:183].
كتب عبدالله العُمري العابد الإمام مالك يحثه على الاقتصار على التعبد وترك الخلطة، فكتب إليه الإمام قائلاً: ((إنَّ الله قسَّم الأعمال كما قسَّم الأرزاق، فرُبَّ رجل فُتح له في الصلاة ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فُتح له في الصدقة ولم يُفتح له في الصوم، وآخر فُتح له في الجهاد، فنشْر العلم مِن أفضل أعمال البر، وقد رضيتُ بما فُتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر)) [سير أعلام النبلاء (8/114)].
ومَن أراد أن ينصف فلينصت إلى ابن حزم وهو يقول: ((مَن أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه، فإنه يلوح له وجه تعسفه)) [الأخلاق والسير لابن حزم ص18].
قال أحدهم:
ولم تَزَلْ قلَّـةُ الإنصافِ قاطعةً    بين الأنامِ وإنْ كانوا ذوي رَحِمِ

ومِن نواقض الإنصاف: تعميم الأحكام، والحُكم على فرد بمجرد انتمائه إلى طائفة، والحُكم على طائفة مِن خلال فرد فيها.
·     ومِن نواقض الإنصاف: المبالغة والمجازفة في الأحكام، وذلك بحسب حال الرضا والموافقة، أو حال الغضب والمخالفة، كحال يهود حين علموا بإيمان كعب الأحبار فبدلوا القول مِن ((سيدنا وابن سيدنا)) إلى ((شرنا وابن شرنا)) [جزء مِن حديث أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرءان، باب: مَن كان عدواً لجبريل رقم (4210)]. والأمثلة على كلا الأمرين قديماً وحديثاً أكثر مِن أنْ تحصر.
·     ومن نواقض الإنصاف: محاكمة المجتهد إلى اجتهاده في أول أمره دون آخره مثل مَن ينسب القول بإباحة ربا الفضل، أو حِل نكاح المتعة لابن عباس رضي الله عنهما، مع أنه قد ثبت رجوعه عنهما في آخر أمره وخاتمة عمره، وإنما العبرة بالخواتيم.
·     ومِن نواقض الإنصاف: الحكم على الشخص في مرحلة بعينها مِن حياته، فمَن حَكَم على أبي الحسن الأشعري مثلاً في أول مراحله قال: كان معتزلياً، ومن حَكَم عليه في المرحلة الوسطى قال: كان مُلفِّقاً أشعرياً، ومَن حكم عليه في المرحلة الأخيرة قال: كان سلفياً!
·     ومِن نواقض الإنصاف: الحسد، وهو آفة في النفس دافعة إلى انتقاص المحسود وتمني زوال نعمته، فلا يجتمع معها عدل ولا إنصاف، قال تعالى :﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النساء:54].
حَسَدُوا الفَتى إذ لم ينالوا سَعيهُ    فالـنَّاسُ أعـداءٌ له وخُصومُ
وترى اللبيبَ محسَّداً لم يجترمْ      شتمَ الرجالِ وعـرضهُ مشتومُ
كضرائرِ الحسناء قلنَ لوجهِها     حسـداً وبـغضـاً إنه لدميمُ
ولقد درج أهل السنة على تحري الإنصاف مع غاية الورع، لاسيما عند الكلام على أهل العِلم والفضل.
قال الذهبي: ((وإنما الكلام في العلماء مفتقر إلى وزن بالعدل والورع)) [سير أعلام النبلاء (8/448)].
وقد ضرب السلف الصالح رضي الله عنهم أروع المثل في الورع والتثبت.
يقول البخاري: ((سمعت أبا عاصم يقول: منذ أنْ عقلت أنَّ الغيبة حرام ما اغتبت أحداً قط))، وقال أيضاً رحمه الله: ((أرجو أنْ ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً)) [سير أعلام النبلاء (8/448)].
وعلَّق الذهبي على كلامه فقال: ((صدق رحمه الله، ومَن ينظر في كلامه في الجرح والتعديل، عَلِم ورعه في الكلام على الناس، وإنصافه فيمن يُضَعِّفُه... ويستطرد الذهبي فينقل عن البخاري قوله: حتى إذا قلتُ: ((فلان في حديثه نظر فهو متهم واه))، وهذا معنى قوله: لا يحاسبني أني اغتبت أحداً، وهذا والله غاية الورع )) [سير أعلام النبلاء (12/439)].
وكما كانوا رضي الله عنهم في الذروة من الورع والتوقي عن أعراض الخلق، كانوا أصحاب منهج دقيق في التثبت، حيث جاء الأمر به في كتاب الله تعالى: ﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا [الحجرات:6]. وفي قراءة حمزة والكسائي: ﴿ فتثبتوا﴾، قال الحسن البصري: ((المؤمن وقَّاف حتى يتبين)) [مجموع الفتاوى (10/382)] فكانوا ينظرون في ضبط نقلة الأخبار، كما ينظرون في فهمهم لها.
وكما قيل:
وكم مِن عائبٍ قولاً صحيحاً     وآفتُه من الفَـهْـمِ السقيمِ
ولكن تأخُـذُ الأذهانُ منـهُ     على قَـدْرِ القرائحِ والعُلومِ
·     ومِن نواقض الإنصاف: إغفال القرائن المحتفة بالأخبار، قبل قبولها أو ردها، فرُبَّ قائل كلمة حق أراد بها محض الباطل، كما قال عليُّ رضي الله عنه للخوارج.
وقال ابن القيم: ((والكلمة الواحدة يقولها اثنان، يريد بها أحدهما أعظم الباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه، ومايدعو إليه ويناظر عنه)) [مدارج السالكين (3/521)].
تقولُ هذا جَنَى النَّحـلِ تمدحُـه       وإنْ تشأْ قُلتَ ذا قيءُ الزنابيرِ
مدحاً وذماً وما جاوزتَ وصفَهما       والحقُّ قَدْ يعتريِه سـوءُ تعبيرِ
وقال السبكي: ((فإذا كان الرجل ثقةً مشهوداً له بالإيمان والاستقامة، فلا ينبغي أنْ يُحمَل كلامه وألفاظ كتاباته على غير ما تُعُوِّد منه ومِن أمثاله، بل ينبغي التأويل الصالح، وحُسن الظن الواجب به وبأمثاله)).
وقد قال الله تعالى في حادثة الإفك طالباً التثبت: ﴿ لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ [النور:13]، وأَمَر بتقديم حُسن الظن فقال: ﴿ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا [النور:12]، كما أَمَر بالكفِّ عن الكلام بغير علم فقال: ﴿ وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا [النور:16]، وفي الحديث: ((وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائدُ ألسنتهم)) [أخرجه الترمذي، كتاب الإيمان، باب: ما جاء في حرمة الصلاة، رقم (2541)]. وروى سهل بن سعد مرفوعاً: ((مَن يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) [أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب: حفظ اللسان، رقم (5993)].
تكلَّمْ وسدِّدْ ما استطعت فإنما     كلامُك حيُّ والسكوتُ جمـادُ
فإنْ لم تجدْ قولاً سديداً تقولُهُ      فصمتُكَ عن غير السَّدادِ سدادُ
والمقصود مِن ذلك كلِّه أنْ يَزُمَّ المسلمُ لسانَه بزمامِ التقوى، أنْ يربط على قلبه برباط الورع، وحُسن الظنِّ بالمسلمين، وأنْ لا يعجل على أحدٍ بأمرٍ حتى تقُوم بينته، وتنقطع معذرته، وتُزال شبهته، ثم إذا ثبت خطؤه، وبان زلـله، نُظِر في سائر أمره، وعامة أحواله، فإنْ كانت على وجه السداد والمقاربة احتُمِل له ما لا يُحْتَمَل لغيره، وانغمرت زلته وهفوته في لُجـة حسناته.
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ     جاءتْ محاسنُه بألفِ شفيـعِ


كتبه: فضيلة الشيخ د. محمد يسري إبراهيم
كلية الشريعة بجامعة الأزهر، والأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ونائب رئيس الجامعة الأمريكية المفتوحة
مِن كتاب: الإحكام في قواعد الحُكم على الأنام


18‏/06‏/2011

الإعلام.. اللاعب الكبير في المخطط العلماني الكنسي ضد السلفيين

جاءت أحداث إمبابة الأخيرة لتبرهن للجميع على أن ملف الفتنة الطائفية بات هو الملف الأنجح لإحباط مكتسبات الثورة والعودة في البلاد إلى مرحلة ما قبل 25 يناير 2011.
لكن الدور الإعلامي مع الأحداث التي أعقبت تنحي الرئيس السابق حسني مبارك أثبت هو الآخر أنه وقود عملية إحباط الثورة المستمرة والتي يعرفها البعض بالثورة المضادة، مع الاعتراف بأن البعض الآخر غير مقتنع بوجود هذه الثورة أصلا.
وبات واضحا أن إعلام الفتنة هو إعلام مركب ومعقد فهو يبدأ من رجل الشارع ـ الجاهل أو المتآمر ـ وينتهي بالصحافة الإلكترونية والفضائيات التي تلعب دورا سريعا في إذكاء نيران الفتنة خلال الشهور الأخيرة.

استهداف السلفيين
عاب السلفيين خلال تاريخهم سوء التنظيم وهو ما جعل الإعلام الذي تسيطر عليه العلمانيون والليبراليون يرون في التيار السلفي نموذجا لترويج الكثير الشائعات حولهم بشكل ممنهج لإرهاب الناس من الإسلاميين بشكل عام بعد أن تأكدوا من عدم صلاحية هذا النهج مع جماعة الإخوان كما سيتضح لاحقا.
واستغل الإعلام عاملي سوء التنظيم وتمايز صفوفهم بعد الثورة في اتجاهين أولهما صنع تيار جديد بزعامة المنشقين عن السلفية واستغلال تأخر السلفيين في الرد على الشائعات تجاههم ـ بسبب افتقارهم لشبكة اتصال سريعة تستطيع التبين وقت الحدث ـ في إيهام الجماهير بانفصال بين الشيوخ وتلامذتهم والتلميح بأن هؤلاء الشيوخ يبطنون غير ما يظهرون.
وكانت استضافة قناتي أون تي في (المملوكة لرجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس) ودريم للشيخين المحسوبين على السلفية أسامة القوصي ومحمود عامر ـ رغم المزاعم عن تعاونهم السابق مع جهاز أمن الدولة ـ فرصة ذهبية للإعلام كي يتناول السلفية بالتهجم أو التهكم ونعتها بالجهل والتلون.
كذا كان المظهر المطبوع في الذهن للسلفيين عاملا ممتازا جنده الإعلام لخدمة أغراضه المدعية والدعائية ضد السلفيين وذلك على الرغم من أن هذا السمت لا يخص السلفيين وحدهم وبالرغم من أن جماعات كالتبليغ وأفراد يطلقون لحاهم لأغراض ليست مرتبطة في جميع الأحيان بالتدين.
وعلى ذلك كان كافيا أن يدعي أحد شهود العيان على قناة فضائية أن ملتحيا شارك في إحدى الفعاليات الطائفية لإدانة التيار برمته وهو ما حدث في واقعة قطع أذن قبطي في قنا.
وحول تلك الواقعة يقول بلال فضل في مقال بعنوان "محمد حسان رئيساً للجمهورية!" بتاريخ ٩/ ٤/ ٢٠١١ أن الكاتب الروائي محمد شمروخ أحد سكان المنطقة التي وقعت فيها الحادثة أكد له في رسالة أن السلفيين أبرياء من هذه الواقعة تماما. وللعلم فإن شمروخ وفضل يتبنيان موقفا متشددا تجاه السلفية إلى حد اعتبار الأخير السلفيين ألغاما زرعها النظام السابق.

تحييد الإخوان
وكما أدرك الإعلام أن السلفيين هدفا مناسبا لحملاتهم من أجل ضرب الإسلاميين فإنهم رأوا ضرورة تجنب الإخوان بشكل كبير للتخلص من اتهامات بمحاربة الإسلام خاصة بعد أن صارت الجماعة في موقف قوة لدورها الرئيس في الحفاظ على الثورة في أحرج لحظاتها واعتراف العلمانيين أنفسهم وقتئذ بأن الثورة ما كانت لتنجح لولا كتائب الإخوان.
تنظيم الجماعة الرائع كان سببا آخر في تجنب الاصطدام بهم لأن النتيجة في النهاية ستكون لصالحهم على الرغم من أن تصريحات الإخوان بشأن الخلافة وإقامة الشريعة، والمنافسة برلمانيا على نصف المقاعد بعد تصريح سابق بأن الثلث يكفي، وترشح عبد المنعم أبو الفتوح للرئاسة كانت جميعها عوامل كافية لمهاجمتهم بوقائع لا شائعات.
لكن النغمة السائدة الآن صارت هي أن الإخوان طرف أصيل في العملية السياسية وأن نبذه ليس في صالح الوطن بغرض تحييد الجماعة في المعركة مع السلفيين ودفع رموزها أحيانا إلى مطالبة القيادي عصام العريان السلفيين بمراجعة مواقفهم وفرز صفوفهم واشتراط عضو مكتب الإرشاد مصطفى الغنيمي نبذ العنف للتحالف مع السلفيين.
ولعل هذا النهج الإعلامي لتحييد السلفيين هو السبيل الوحيد لتفكيك التحالف الإخواني السلفي الذي ظهرت بوادره في تصريحات للشيخ محمد حسان أعلن فيه دعمه الإخوان في المشاركة السياسية وتعليقات قطب السلفية محمد عبد المقصود المشيدة بالجماعة واعتبار الشيخ فوزي السعيد قيادات الإخوان رجال المرحلة. وتبلور هذا التحالف في المؤتمر الذي عقد في الهرم بتاريخ 7/5/2011 وضم رموزا للتيارين.

ازدواجية في المعايير
اتسم الإعلام في تعاطيه مع الأزمات التي اعتبرها طائفية بازدواجية المعايير، وأشار إلى ذلك بلال فضل في تساؤلات غير بريئة نصها: لماذا لم نشهد استنكاراً بشعاً في جميع الصحف والمجلات ووسائل الإعلام للجريمة البشعة التي حدثت في كرداسة بالجيزة لسيدة مسيحية أسلمت فتعرضت للقتل غدراً على أيدي إخوتها الثلاثة، بل وقتلوا طفلها وأصابوا زوجها وطفلتها؟ يا ترى لو كان ثلاثة من السلفيين قد قاموا بهذه الجريمة ضد أخت لهم تنصرت، هل كانت الصحف والمجلات ووسائل الإعلام ستسكت بهذا الشكل المريب؟ ألست ترى أن الكثير من الكتاب والصحفيين مازالوا حتى الآن يتعاملون مع قطع أذن مواطن مسيحي في الصعيد بوصفه جزءاً من عقيدة سلفية سيتم تطبيقها على كل المسيحيين.
لكن تلك الواقعة لم تكن الوحيدة لإثبات الكيل بمكيالين عند وسائل الإعلام فقصة غزوة الصناديق التي كان بطلها الشيخ السلفي محمد حسين يعقوب ـ بشأن التعديلات الدستورية ـ سبقتها قصة مماثلة لأنبا كنائس وسط القاهرة رافائيل الذي اعتبر التصويت بنعم معناه قيام دولة إسلامية. ولم تحظ القصة الأخيرة بالزخم الإعلامي الذي حظيت به الأولى واعتبرت وسائل الإعلام يعقوب ممثلا للتيار السلفي رغم خطأ هذا الزعم ورغم كون رافائيل ممثلا رسميا للأرثوذكس!
ليس هذا آخر الأمثلة فتطاول الدكتور يحيى الجمل على الذات الإلهية في غير مناسبة ودون اعتذار، ووصفه الله بأنه لا يتكلم منذ 1400 عام جرى التسامح حيالها بينما لم تتوقف الأقلام عن مهاجمة الشيخ يعقوب رغم اعتذاره عن لفظة الصناديق وتفرغ الصحفيون العلمانيون لمواصلة مهاجمته بدعوى أن المزاح لا يصلح في هذا المقام.

التعميم وإقحام السلفيين
ولم تكن الأحداث المذكورة آنفا هي الوحيدة التي تصور الأسلوب التعميمي الإعلامي ضد السلفيين فوضع التيار في مواجهة الأوقاف بسبب نزاع شخصي بين الشيخ حافظ سلامة على ملكية مسجد النور بالعباسية كان مثالا آخر فاضحا.
بل وجرى إقحام السلفيين في أحداث ثبت بالدليل عدم تورطهم فيها أصلا وجرى تصوير احتجاجات أهالي قنا على المحافظ الجديد عماد ميخائيل على أنها احتجاجات طائفية ضد تولي قبطي منصب المحافظ، وأفسح بعض الإعلاميين لخيالهم الحديث عن إقامة إمارة إسلامية هناك ورفع شعارات المملكة العربية السعودية وهو ما نفاه أكثر من مصدر منهم الصحفي مصطفى بكري والشاعر عبد الرحمن الأبنودي والذين أكدا أن أقباطا يشاركون في الاحتجاجات.
وانتشرت مقالات على الشبكة العنكبوتية حول همجية السلفيين تجاه الأضرحة واتهامهم بهدم الكثير منها قبل أن تبرأ نيابة قليوب والطرق الصوفية في المنوفية أبناء التيار من وقائع هدم أضرحة في تلك المناطق. وقالت الطرق الصوفية في تصريح خطير إن تلك الأضرحة هدمت في عهد وزير الأوقاف السابق محمود زقزوق. بل وخرج شيخ الطريقة العزمية الصوفية علاء أبو العزايم ليعلن صراحة أن السلفيين لا علاقة لهم بقضية هدم الأضرحة.
ولعل واقعة الاعتداء على قبطيات وخطفهن في الأسكندرية لكشفهن شعرهن واحدة من سلسلة الأحداث الملفقة للسلفيين والتي نفاها البابا شنودة شخصيا.

ترصد ومصالح شخصية
كان من الواضح أن الصحف والفضائيات التي يديرها علمانيون تقود حملة واضحة لإسقاط الإسلاميين عن طريق السلفيين ولو على حساب الصالح المصري. فحمل فريق علماني على عاتقه التصدي لمبادرة كنيسة أطفيح التي قادها الشيخان محمد حسان وصفوت حجازي وتساءلوا مرارا كيف لدعاة متشددون كهؤلاء أن يحلو الأزمة الطائفية!. الموقف نفسه تكرر مع أزمة محافظ قنا (غير الطائفية) رغم نجاح المبادرتين.
وترافق هذا الأسلوب مع تجاهل ما يوصفون بالنخبة الاعتذار عما ثبت زيفه بحق السلفيين بشكل أوحى أن تبرئة السلفيين من هدم الأضرحة أو أذن متري القناوي أو هدم الأضرحة بمثابة هزيمة لمصداقية الأقلام العلمانية وخسارة لمعركتها ضد الإسلاميين.
أسلوب آخر أكثر خبثا انتهجته الصحف الإلكترونية في تحريك السلفيين نحو العنف قسرا تمهيدا لإدانتهم فأفسحت مساحات لتصريحات من عينة تصريحات يحيى الجمل التي تطاولت على الذات الإلهية لاستفزاز السلفيين الذين يهتمون بجانب العقيدة بشكل زائد عن غيرهم وإن جاء هذا استفزازا لقطاع عريض من العوام.
نشرت صحيفة اليوم السابع خبرا عن اجتماع كنسي لإلغاء المادة الثانية التي حمل السلفيون على عاتقهم الذود عنها ولو على حساب أرواحهم قبل أن تنفي الكنيسة الخبر.
الغريب أن تلك الأبواق الإعلامية لم تعرف طعم الاعتذار عن تلك الأخبار المفخخة رغم كمية التعليقات التي احتشدت بها صفحات تلك الأخبار والتي تحمل بذور فتنة تأكل الأخضر واليابس.
وفي اليوم التالي لحادث إمبابة قالت اليوم السابع إن ما يقرب من 15 ألف قبطي توجهوا لماسبيرو، مرددين هتافات "السلفيين فين.. الأقباط أهم"!.

قراءة في أحداث إمبابة
لقد كانت أحداث إمبابة نموذج للخبث الإعلامي في مصر فتم تصوير الحادث منذ الوهلة الأولى على أنه اشتباكات بين سلفيين وأقباط لإقصاء الطرف الأول بالضربة القاضية فيما تناولت الخبر الوكالات العالمية بشكل آخر ثبت اتساقه مع الواقع وهي أنها اشتباكات طائفية بين مسلمين ومسيحيين تشكل الغوغاء الغالبية فيها.
وتلك عينة من أخبار الوكالات العالمية وعينة أخرى من أخبار الصحافة المصرية:
  • سي إن إن: مصر: 5 قتلى و54 جريحاً باشتباكات طائفية
  • رويترز: مقتل ستة واصابة 75 في اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين بالقاهرة
  • بي بي سي: مصر: مقتل أربعة في اشتباكات طائفية بين مسلمين وأقباط
  • اليوم السابع: سلفيون يحاصرون كنيسة بإمبابة للمطالبة بإعادة فتاة مسيحية أسلمت
  • الشروق: بالفيديو.. شهود عيان: اشتباكات بالأسلحة النارية بين مجموعة من السلفيين وقوات الجيش والشرطة
  • المصري اليوم: مصادمات عنيفة بين سلفيين وأقباط بإمبابة.. ومئات الأهالي يهتفون للوحدة الوطنية
  • الدستور: مصادر: 6 قتلى و94 مصاب في اشتباكات إمبابة..وتحطيم محال لأقباط على يد سلفيين
وفي الوقت الذي جرى فيه الحديث عن سلفيين يهاجمون الكنائس كان التليفزيون المصري يبث خبرا عن ملتحين (وليس سلفيين) يسارعون في إطفاءه ويتسلقونها لإنزال أهل الكنيسة بسلام وتأمينهم بما يوحي أن السلفيين لا يسعون إلا في الشر.
ونفي صحفي جريدة الشروق هيثم رضوان لقناة الجزيرة القطرية أي علاقة للسلفيين بالواقعة مؤكدا أن الاشتباكات بين مسلمين ومسيحيين، كما ذكر شهود عيان للفضائيات أن إطلاق النار جاء من داخل الكنيسة وهو ما يدعم اتهامات سابقة بتخزين أسلحة في الكنائس.
لقد تحدث سلفيون عن فخ نصبه الأقباط بمساعدة العلمانيين لصرف النظر عن قضية كاميليا وإغلاق ملف المسلمين الجدد وهو ما يفيد الكنيسة، ولإسقاط طرف إسلامي ذي تأثير للتفرغ للإخوان لاحقا وهو ما يصب في صالح الكنيسة والعلمانيين معا.
وتحدث المتحدث الإعلامي باسم الدعوة السلفية في الأسكندرية عبد المنعم الشحات عن مسلسل غربي للنيل من المسلمين عامة والسلفيين خاصة.
وفي النهاية خرج وزير الداخلية منصور العيسوى ليكشف التضليل الإعلامي الواسع ويحرج الناعقين قائلا إن المتجمهرين أبلغوا مديرية أمن الجيزة قبل بداية أحداث إمبابة للتدخل لحل الموضوع مع مسئولى الكنيسة، وبالفعل انتقل الحكمدار إلى مقر الكنيسة، وفور دخوله أغلقت الأبواب فى وجه القوات المصاحبة له ولم يتمكنوا من دخول الكنيسة، وبدأ إطلاق النار من مواطن مسيحى صاحب مقهى مجاور للكنيسة على المتجمهرين مما أدى إلى وقوع الاشتباكات.
والآن يعتصم أقباط أمام السفارة الأمريكية ويطالبونها بالتدخل لحمايتهم على الرغم من أن عدد قتلى الأقباط في الأحداث الأخيرة مقارب لعدد قتلى المسلمين وهو ما يؤكد أن الأقباط قادرون على حماية أنفسهم. ويقارن أحد المعتصمين بحسب صحيفة الدستور اعتصامهم الراهن بتظاهر المسلمين أمام السفارة احتجاجا على احتجاز واشنطن الشيخ عمر عبد الرحمن!
الآن أيضا يهدد محامي الكنيسة نجيب جبرائيل باللجوء إلى المجلس الدولى لحقوق الإنسان فى حالة عدم الاستجابة لمطالب الأقباط!
الآن أيضا يؤكد القمص عبد المسيح بسيط، مدرس اللاهوت وتاريخ العقيدة، أنه يخشى أن يلجأ المسيحيون إلى استخدام السلاح للدفاع عن أنفسهم! ولا أدري من أين سيأتون بالسلاح؟!

لقد بات الإعلام العلماني ـ بنفس منطق التعميم ـ مطالبا بإثبات مصرية الأقباط الذين دق عليها طوال السنوات الماضية لا سيما وأن الاستقواء بواشنطن ليس المرة الأولى.


كتب : حسام عبد العزيز
08/05/2011