17‏/04‏/2013

مِن أسرار الدُّعاء


وكثيراً ما نجد أدعيةً دعا بها قومٌ فاستُجيب لهم، ويكون قد اقترن بالدعاء ضرورةُ صاحبه وإقباله على الله، أو حسنةٌ تقدَّمت منه جعل الله سبحانه إجابة دعوته شكراً لحسنته، أو صادفت وقت إجابة، ونحو ذلك فأُجيبت دعوتُه، فيظن الظان أنَّ السر في ذلك الدعاء، فيأخذه مجرداً عن تلك الأمور التي قارنته مِن ذلك الداعي.

وهذا كما إذا استعمل رجلٌ دواءً نافعاً في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي فانتفع به، فظن غيره أنَّ استعمال هذا الدواء بمجرده كافٍ في حصول المطلوب، فإنه يكون بذلك غالطاً.

وهذا موضعٌ يغلط فيه كثيرٌ مِن الناس.

ومِن هذا أنه قد يتفق دعاؤه باضطرار عند قبرٍ فيُجاب، فيظن الجاهل أنَّ السر للقبر. ولم يعلم أنَّ السر للاضطرار وصدق اللجإ ِ إلى الله تعالى، فإذا حصل ذلك في بيت مِن بيوت الله كان أفضل وأحب إلى الله.


ابن قَيِّمُ الجوزية
مِن كتاب: الدَّاء والدَّواء