28‏/02‏/2011

البيان الختامي للمؤتمر الأول للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد..

فقد انعقد مؤتمر الهيئة للحقوق والإصلاح بالقاهرة يوم السبت 23/3/1432هـ الموافق 26/2/2011م، وامتد المؤتمر من بعد صلاة العصر إلى بعد صلاة العشاء، وقد ألقيت عدة محاضرات، وذلك من خلال ثلاث جلسات حضورية تناولت عددًا من القضايا المهمة المتعلقة بموضوع المؤتمر «ثورة 25 يناير من منظور إسلامي».

وفي الساعة التاسعة والنصف مساءً من ليلة الأحد 24/3/1432هـ الموافقة 27/2/2011م تُلِي على جميع الحاضرين البيان التالي:

أولاً: أكد المؤتمر على وظيفة العلماء وواجبهم في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها مصر خاصة، وسائر البلاد العربية والإسلامية عامة.

ثانيًا: إنَّ رسالة الإسلام تشتمل على تحقيق الأمن والأمان، والسلم الاجتماعي لكل بني الإنسان في كل زمان ومكان، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء:107].

ثالثًا: دين الإسلام دين شامل يحكم حياة الناس بشرائعه العظيمة، وشعائره الجليلة، وليس لأحد أنْ يفصل الدين عن الدولة، أو أنْ يحكم بشرائع تخالف دين الله عز وجل.

رابعًا: الحوار في الإسلام بالتي هي أحسن وبالحجة والبرهان، والشريعة الإسلامية رحمة بالمسلمين وغير المسلمين، وعن طريقها يتحقق التكافل والمحبة والتسامح والسلام لأبناء الوطن جميعًا.

خامسًا: إنَّ تحقيق الحرية المنضبطة هو مفتاح تغيير وإصلاح اجتماعي جوهري، ومطلب شعبي وشرعي لا بد منه ولا غنى عنه.

سادسًا: العدل قيمة مطلقة بها تصلح الحياة والمجتمعات، وينتظم أمر الدول والمؤسسات، قال تعالى: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء:58].

سابعًا: يوجه المؤتمر أبناء الوطن لممارسة حقوقهم السياسية المكفولة شرعًا ودستورًا بما يسهم في بناء المجتمع على أسس صحيحة، ويقيم بنيان الدولة بطريقة مستقيمة.

ثامنًا: المشاركات السياسية المعاصرة المنضبطة بضوابط الشرعية واجبة في الجملة على كل أحد بحسبه وفقًا لقواعد المصالح جمعًا وتكثيرًا، والمفاسد درءًا وتقليلاً.

تاسعًا: يطالب المؤتمرون ولاة الأمور وأهل الحل والعقد في الأمة الإسلامية بأسرها بملاحقة رموز الفساد، وأركان الاستبداد، وتطهير كل ميدان مِن كل انحراف واعوجاج، ورد الحقوق إلى أصحابها، ويسألون الله تعالى أنْ يُفرج عن أهل ليبيا ما يعانونه مِن ظلم غاشم، وطغيان جاثم، إنه عزيز ذو انتقام، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.

القاهرة ليلة الأحد
24/3/1432هـ - 27/2/2011م
Top of Form


25‏/02‏/2011

صبراً إخواننا في ليبيا

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
فبعد تونس ومصر هاهي ليبيا تلتهب، ولا عجب فقد بلغ التذمر من المظالم وسوء الإدارة ونهب الثروات واستعباد الأحرار وتسييد السفهاء في كثير من الدول العربية حداً لا تقبله الإنسانية، فضلاً عن أنَّ يُقِره شرع منزل، فكيف وقد اجتمعت إلى ذلك كله الداهية الدهياء، أعني إقصاء الشريعة وتبديل أحكامها بالقوانين الجائرة، بل كل تلك المظالم فرعٌ عن هذه البلية، إذ لو أُقيم شرع الله وحُكِّم كتابه وقُضِيَ بسُنَّة رسوله – صلى الله عليه وسلم، ما وُسد الأمر إلى غير أهله، فرُفِع الوضيع، ووُضِع الرفيع، ولا انتُهِكت حُرمة ذي حُرمة ولو كان كافراً، فكيف بالمسلم، بل كيف بالأتقياء الصالحين المُصلحين الذين يُزَج بهم في غياهِب سجون طاغية ليبيا بأدنى وهم ! ثم يُسامون أشد العذاب {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج:8].

ومِن المستفيض ما يُقابَل به المصلحون في ليبيا، وما يَلْقَوْنه مِن أصناف النكال، وكثير من ذلك ليس بخاف، ومما ذاع واشتهر حَصْد نحو من ألف ومائتي رجل في أحد السجون السياسية الليبية بين عشية وضحاها عام 1417هـ وأمثال ذلك كثير. ولا ندري فلعل ساعة الانتصار للمظلومين الذين تسلط عليهم هذا النظام الجائر أكثر من أربعة عقود كاملة قد اقتربت، وأياً ما كان فالله مُنتصر مُنتصف للمظلوم، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص:88]، وسيجعل الله للمظلومين على الظالمين سبيلاً كما قال أصدق القائلين: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى:41-42]، وقال: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم:42]، {وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} [الحج:48]، وسُنة الله في الطغاة واحدة، {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:11-14].

وقد يُعَجِّل اللهُ لبعض الظالمين في هذه الدار نصيباً من العقوبة، جزاء ما اقترفوا، فقد صَحَّ عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "ما مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَر أنْ يُعَجِّل اللهُ لصاحبِه العقوبةَ في الدنيا مع ما يَدَّخِر له في الآخرة مِن البَغْي وقطيعة الرَّحِم". وإذا تأخر العقاب فَلِحِكَم عظيمة قال سبحانه: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [آل عمران:178].

وهذا النظام الفاسد قد أفسد ما بينه وبين الدول المجاورة كما أفسد ما بينه وبين شعبه، ولخوفه ألا يجد ملاذاً آمناً يؤويه وزبانيته، ولتاريخه في الإبادة، فمن المتوقع أن يسعى لقمع الشعب بكل ما أوتي من جبروت لأجل بقائه وبخاصة أنه قد أَعَدَّ للأمرِ عُدَّتَه واستأجر بَعْضَ المرتزقة مِن عِدَّة دول، ونخشى أنْ تزيد حصيلة القتلى وتتضاعف، (ولست في صدد بيان الحكم على مشروعية أمر قد كان وانقضى، فالخلاف فيه على الساحة الشرعية معروف، وهو مِن المسائل الخلافية المعتبرة، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد). لكن من المهم ألا تضيع الدماء سدى، بل يجب أنْ تكون في سبيل مطالب شرعية، وكذلك من واجبنا أنْ نَسْعَى لحِفظ دماءَ إخواننا في ليبيا ورفع الظلم عنهم بما يسعنا، بالدعاء والدعوة وجهاد الكلمة وما استطعنا من سبيل مشروع، ويتعين على الحكام الوقوف ضد هذا النظام البائد الظالم، ونصرة الشعب المظلوم ومَن أعانه وخَذَلَ إخوانه فهو شريكٌ له في الظلم والإثم، كما نُذَكِّر الإخوة في ليبيا بالرجوع إلى الله والاستعانة به وتمحيض قصد نصرة دينه في عملهم هذا، فالله ينصر مَن ينصر دينه، ويؤيد جُنده ويظهرهم، والدماء مِن أغلى الأثمان لرفع الظلم وإقامة الدين لمن قدر على ذلك، ولا يجوز أنْ تكون ثمناً لغير ذلك، ومن نصرة دين الله القصد إلى كف يد الظالم، ومحاسبة الذين نهبوا ثروات الأمة، والقصاص مِن الظَلَمَة، والحصول على الحقوق المشروعة، وأثمان هذه المطالب غالية جداً، وقد يسقط في سبيلها كثير مِن الضحايا، وهذه سُنة ماضية، كذلك الحذر من شؤم المعاصي، فهي من أعظم أسباب تسلط الظالمين قال سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30]، وكذلك من أسباب الهزيمة عند اللقاء، قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} [آل عمران: 155]، وقال سبحانه: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165].

نسأل الله أن يحفظ أهلنا في ليبيا وأن يحقن دماءهم، وأن لا يُسلط طاغية بعد اليوم عليهم، اللهم ارفع الضيم عن إخواننا في ليبيا وفي غيرها من بلاد المسلمين، اللهم قَيِّض لهم حكماً رشيداً، اللهم انصرهم على مَن بغى عليهم {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء:227]، والحمد لله أولا ً وأخيراً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أ.د. ناصر العمر
18/3/1432 هـ

21‏/02‏/2011

الأهرام الإلكتروني والدولة والشريعة


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

مَن يدير الأهرام الآن؟
هذا السؤال يطرح نفسه في ظل خروج الأهرام السافر عن خط الدولة، وهي التي كانت موصوفة بأنها شديدة القرب منها.
فالدولة في ظل الوضع الانتقالي عينت لجنة لتعديل الدستور توشك ان تنتهي مِن عملها، وقد قصرت عملها على المواد التي تطرق كلام المتظاهرين عليها، وهي المواد التي تنظم مواصفات الترشيح لرئاسة الجمهورية، ومدة حكمه ونحوها.

"الأهرام" الذي دافع عن الدولة مع اختلاف توجهاتها حتى في ظل انتشار الفساد المالي والإداري إلى الدرجة التي أصبح فيها "أحمد عز" محللاً سياسيًا يكتب المقالات في الاهرام يتغنى باستراتيجيته الفذة في إدارة الانتخابات في مقابل فشل الآخرين مما كان يعني مزيدًا مِن صب الزيت على النار!
"الأهرام" الذي اكتشف كُتَّابه فجأة حجم الفساد وراحوا يلاحقونه بكتاباتهم ما زالوا ينفذون أجندات فئوية لم تتبناها الدولة في مرحلتها الانتقالية، والأخطر مِن هذا أن الثورة التي صار الأهرام متبنيًا لمشروعيتها لم تتبنها، ومع ذلك يتبناها الأهرام الإلكتروني.
أعني بذلك تلك المحاولة التي قام بها "الأهرام الإلكتروني" لهز القبول العام الذي تتمتع به "المادة الثانية مِن الدستور" الخاصة بمرجعية الشريعة الإسلامية.
ولا يعتذر أحد بأنه مجرد استفتاء اذ لا أتصور أن تقوم الأهرام في هذا التوقيت بطرح استفتاء على المادة الأولى التي تتحدث عن اسم الجمهورية وعن نظامها الأساسي، وعن انتمائها للأمة العربية، وعن "المواطنة" التي أضيفت عمدًا في استفتاء قاطعه الجميع لاعتراضهم على تعديل المادة 76 و77، والكل يعلم أنه مرر بالتزوير الفاضح.

المتظاهرون وإنْ اتفقوا فيما بينهم على عدم رفع شعارات سوى أن الشعب يريد إسقاط النظام إلا أنه باتفاق الجميع كان منهم "الإخوان المسلمون"، وشعارهم معروف: "القرآن دستورنا"، وكان منهم عدد كبير مِن الطيف السلفي، وشعارهم: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ) (يوسف:40)، وكان منهم جمع كبير ممن لا ينتمون إلى الأحزاب الليبرالية، وهؤلاء باعتراف الجميع يؤيدون الإسلاميين في أي انتخابات نزيهة أيًا ما كان نوعها: نقابية أو برلمانية حتى إن العالمانيين تشددوا في منع الشعارات الدينية في الانتخابات حتى لا تؤثـِّر على مشاعر العامة -كما يقولون-؛ فما بالنا إذا كان الكلام على مرجعية الإسلام نفسه، وليس الإسلاميين؟!
ولم يبق إلا بعض النصارى "وأقول بعض"؛ لأن حملة جمع التوقيعات على بقاء المادة الثانية مِن الدستور التي أعلنت عنها الدعوة السلفية قد شارك فيها بعض النصارى، وهي عندنا بتوقيع كتابي خطي مشفوع بالرقم القومي لمَن أراد؛ ولأن الكنيسة استجارت بالمادة الثانية في الاحتماء مِن فرض قانون مخالف لمذهبها عليه.
وبعض الليبراليين وقد رأينا رموزهم في مظاهرات "جمعة الغضب" وهم بلا أتباع تقريبًا!

إذن "فالثورة لم تطرح المادة الثانية مِن الدستور للنقاش"، والطيف المكون للثورة في مجموعه مؤيد لها، والدولة في مرحلتها الانتقالية أعلنت أنها سوف تعدل الدستور القائم تاركة المجال مفتوحًا بعد ذلك للمرحلة القادمة.
ثم إن الدستور ليس خاصًا بالثوار، بل هو تعبير عن إرادة الأمة، ولا أظن أن هناك شيء تجمع عليه الأمة أكثر مِن مرجعية الشريعة.
فلماذا إذن طرح استفتاء على موقع الأهرام الإلكتروني حول مادة الشريعة الإسلامية؟ ولماذا يتم تكتل تصويتي ضدها بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل "أي في وقت الذورة في بلاد المهجر" حيث تراجعت نسبة المؤيدين مِن 87% إلى 50% قبل أن تعاود التصاعد حتى وصلت 75% لتغلق الصفحة، ويوضع استفتاء آخر!
"هل مصر في حاجة لدستور جديد"؟!
بالإضافة إلى ما انتشر من أفلام فيديو على موقع "يوتيوب" تثبت التلاعب الواضح في نتائج الاستفتاء، وفضلاً عن السماح لصاحب صوت واحد بتكرار صوته مرات بحيلة إلكترونية بسيطة اكتشفها الإخوة وجربوها لا للتزوير، ولكن لكشف التزوير في هذا الاستطلاع للرأي، فالنسبة التي استقر عليها الاستطلاع، وهي أن أكثر من 76% -أي: أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين- تؤيد بقاء مادة الشريعة الإسلامية، رغم أنها كافية في إبقائها لو تم استفتاء شعبي إلا أننا على يقين أنها نسبة أقل بكثير مِن الحقيقة.

ونحن لا ندري سر إصرار الليبراليين على تغيير الدستور مع أن كل مشاكل الناس كانت تنفيذية، وليست تشريعية؟!
هل يرون أن إلغاء الدستور بأكمله هو أقصر طريق لإلغاء مادة الشريعة؟!
نقول لهم: لن يمر -بإذن الله- أي دستور على استفتاء شعبي وإن نص على أن يُمنح كل مواطن كل يوم جبلاً مِن ذهب إلا إذا تضمن هذه المادة.
وأما عمل دستور بدون مروره على مرحلة الاستفتاء الشعبي فمعناه انهيار منظومة المجتمع، وافتقاد السلطة التي تقدم على ذلك لأي مشروعية.
وبالتالي فنحن ننصحهم أن يعدِّلوا الدستور الحالي ويعيدوا الموازنة بيْن صلاحيات الرئيس وصلاحيات باقي أعضاء السلطة التنفيذية، ويكتفوا بهذا بدلاً مِن إشعال الحرائق بلا مبرر.

ونقول لمن تلاعب في نتائج هذا الاستطلاع: أما زلتم تعيشون بنفس أسلوب الماضي الذي بالقطع قد تغير.. ؟!
كفاكم تلاعبًا بإرادة الناس.. !
وكفاكم تضليلاً للشعب.. !
اتقوا الله في مصر.. واتقوا الله في أهلها إن لم تتقوا الله في دينكم.. إن كان عندكم منه بقية.. !

كتبه/ عبد المنعم الشحات
17-ربيع أول-1432هـ   20-فبراير-2011


18‏/02‏/2011

البيان الرابع للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح

بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الرابع للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، أما بعد:
فإلحاقًا للبيانات السابقة وتأكيدًا عليها تتوجه الهيئة الشـرعية إلى المجلس العسكري المؤقت، والأمة المصرية بالبيان التالي:

أولاً: إن هدف هذه الثورة الذي وحد الجهود، وجمع الحشود هو تحرير الإنسان من الظلم والطغيان، والفساد والاستبداد، وأساس ذلك الحرية من كل عبودية إلا العبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له، والاعتصام بالكتاب والسنة وإقامة واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ثانيًا: تحيي الهيئة قرار المجلس العسكري بإسناد إدارة البلاد إلى حكومة مدنية غير عسكرية، وتؤكد على الهوية الإسلامية للدولة في دينها وتشـريعاتها، وتطالب الهيئة بتنقية القوانين المخالفة لمبادئ الشريعة الإسلامية، حتى يسود العدل والأمان وتحفظ الحقوق والحريات لأبناء الوطن كافة.

ثالثًا: تطالب الهيئة بإصلاح الأزهر والمؤسسات الدينية، واختيار شيخ الأزهر ومفتي الديار المصـرية بالانتخاب من قبل كبار علماء الأزهر الشريف المعروفين بالرسوخ في العلم والجرأة في الحق.

رابعًا: على القيادة العسكرية المنوط بها الحكم المؤقت للوطن سرعة ضبط المفسدين، والضرب بيد من حديد على المتلاعبين بأموال الشعب ومقدراته، ومع التأكيد على أن أية مخالفة في هذا الصدد كما هي غشٌّ للرعية وخيانة للأمانة، فإنها ستكون -أيضًا- ذريعة لعدم الاستقرار في البلاد.

خامسًا: إن فاتورة خسائر مصر المالية والمعنوية في العقود الماضية يجب أن تسدد من أموال أولئك الذين أثروا بطريق غير مشـروع، وعن طريق استغلال النفوذ، والرشوة بمختلف صورها وأشكالها، والازدواج الباطل بين السلطة السياسية ورجال الأعمال.

سادسًا: إن الموقعين على هذا البيان يطالبون بإنهاء حالة الطوارئ والقانون الذي ارتبط بها، وبالإفراج الفوري عن المعتقلين المظلومين، ومحاكمة مرتكبي الجرائم بحق الشعب؛ بدءًا من إثارة الذعر، ومرورًا بالتخريب والتعذيب، وانتهاء بالقتل، ومحاسبة الأجهزة التي مارست الإرهاب والتعذيب في أقسى صوره.

سابعًا: إن الشريعة الإسلامية تمكن كل من تضرر أو ناله اضطهاد مادي أو معنوي أن يتقدم إلى الأجهزة المعنية ليأخذ كل ذي حقٍّ حقه.

ثامنًا: تتوجه الهيئة إلى عموم الموظفين والعاملين في مختلف القطاعات الحكومية بالرجوع إلى الأعمال وعدم تعطيلها، مع المطالبة بالحقوق بما لا يضر بمصالح المواطنين.

تاسعًا: على جموع الشعب المصـري إظهار أصالة معدنهم، ونبل أخلاقهم، ورقي سلوكياتهم في هذه الأزمة بإشاعة التراحم والتكافل والتواصل ومحاربة الاستغلال، والغلاء والاحتكار، وزيادة الأسعار، والمحافظة على الآداب العامة والخاصة.

عاشرًا: إلى جماهير الأمة الحرة إن هذه التضحيات الغالية أنفس من أن تكون لغير الله تعالى وأغلى من أن تكون لأمر دنيوي، فلنصحح نياتنا ليكتب الله أجرنا، وليكون سبحانه وتعالى عوننا وسندنا {وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج:78].

والحمد لله رب العالمين
                القاهرة الخميس الموافق
14/3/1432هـ -17/2/2011م

رئيس الهيئة: أ.د. نصر فريد واصل
نائب الرئيس: أ.د. علي أحمد السالوس
الأمين العام: د. محمد يسري إبراهيم

الأعضاء:
1-  أ.د. عبد الستار فتح الله سعيد
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعتي الأزهر وأم القرى.
2-    أ.د. محمود مزروعة
عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقًا.
3-    أ.د. مروان شاهين
أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
4-    أ.د. الخشوعي الخشوعي محمد
وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقًا.
5-   د. حسن يونس عبيدو
الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.              
6-    د. عبدالرافع عبدالحليم الفقي
أستاذ مساعد بكلية الدعوة جامعة الأزهر.
7-     أ.د جمال عبدالهادي
أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى سابقًا.
8-      أ. د. طلعت عفيفي
عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر سابقًا.
9-     د. رياض السيد عاشور
مدرس بكلية الدعوة جامعة الأزهر.
10-   أ.د. عمر عبد العزيز
الأستاذ بكلية الدعوة بجامعة الأزهر.
11-   د. محمد إمام
الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر.
12-   د. شهاب الدين أبو زهو
مدرس الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر
13-   د. محمد مختار
المدرس بكلية الدعوة بجامعة الأزهر.
14-   د. مازن السرساوي
المدرس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
15-   د. عبد الرحمن فودة
الأستاذ بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
16-   أ.د. محمد عبد المقصود
باحث شرعي وداعية إسلامي.
17-   د. محمد إسماعيل المقدم
باحث شرعي وداعية إسلامي.
18-   الشيخ مصطفى محمد
باحث شرعي وداعية إسلامي.
19-   د. سعيد عبد العظيم
باحث شرعي وداعية إسلامي.
20-   د. ياسر برهامي
باحث شرعي وداعية إسلامي.
21-   د. عبد الله شاكر
الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية.
22-  د. صفوت حجازي
باحث شرعي وداعية إسلامي.
23-   د. محمد عبد السلام
داعية إسلامي.
24-   د. أحمد النقيب
باحث شرعي وداعية إسلامي.
25-   الشيخ خالد صقر
باحث شرعي وداعية إسلامي.
26-   د. عطية عدلان عطية
المدرس بجامعة المدينة.
27-   د. أحمد فريد
باحث شرعي وداعية إسلامي.
28-   د. هشام عقدة
باحث شرعي وداعية إسلامي.
29-   د. هشام برغش
باحث شرعي وداعية إسلامي.
30-   د. محمد رجب
باحث شرعي وداعية إسلامي.
31-   الشيخ نشأت أحمد
باحث شرعي وداعية إسلامي.
32-   د. ياسر الفقي
المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر.
33-   د. وليد الجوهري
رئيس مركز فجر للغة العربية.         
34-   د. مدحت عبد الباري
مدير شركة رواية للبرمجيات.
35-   د. محمد هشام راغب
باحث شرعي وداعية إسلامي.
36-   الشيخ أبو الأشبال الزهيري
باحث شرعي وداعية إسلامي.
37-   الشيخ عبد المنعم مطاوع
باحث شرعي وداعية إسلامي.         
38-   الشيخ أشرف عبد المنعم
باحث شرعي وداعية إسلامي.
39-  الشيخ علي غلاب
داعية إسلامي.
40-   الشيخ دخيل حمد
داعية إسلامي.
41-  الشيخ محمد الكردي
داعية إسلامي.
42-   الشيخ علاء عامر
باحث شرعي وداعية إسلامي.
43-   د. صلاح ميهوب
باحث شرعي وداعية إسلامي.
44-   د. حاتم مزروعة
المدرس بجامعة المدينة.
45-  د. سيد حسين العفاني
باحث شرعي وداعية إسلامي.
46-  الشيخ محمد عبد الواحد
داعية إسلامي.
47-  الشيخ محمد عادل
داعية إسلامي.
48-  الشيخ حسن الرشيدي
داعية إسلامي.
49-  الشيخ رفاعي سرور
باحث شرعي وداعية إسلامي.
50-  الشيخ مسعد الجزايرلي
داعية إسلامي.
51-  الشيخ خالد عقدة
باحث شرعي وداعية إسلامي.
52-   الشيخ فرحات رمضان
داعية إسلامي.
53-   أ. ممدوح إسماعيل
محام بالنقض.
54-   الشيخ سامح قنديل
باحث شرعي وداعية إسلامي.
55-   الشيخ طارق منير
باحث شرعي وداعية إسلامي.
56-   أ.شكري محمد جلال
أمين عام الدعوة بالمركز الإسلامي العام.
57-   الشيخ عادل محمد
باحث شرعي وداعية إسلامي.
58-   لواء د. طلعت رفعت
استشاري نظم معلومات
59-   لواء عبد الغني شلبي
محام بالنقض.
60-   م. محمد رفعت عبيد
استشاري نظم.         
61-   الشيخ طارق محمد راضي
داعية إسلامي.
62-   الشيخ محمد صلاح عمر
داعية إسلامي.
63-   الشيخ خالد سعيد محمد
داعية إسلامي.
64-   الشيخ عمر عبد الحليم السيد
داعية إسلامي.
65-   مهند سلام شحاتة
داعية إسلامي.
66-   الشيخ خالد بهاء الدين
داعية إسلامي.
67-   د. مصطفى يسري
مدير دار اليسر.
68-   أ. هشام عويضة
محام بالنقض.
69-   الشيخ أحمد فاروق
داعية إسلامي.
70-   م. خالد محمد عبد الرحمن
صحفي.
71-   الشيخ جلال مرة
داعية إسلامي.
72-   الشيخ أسامة حامد
باحث شرعي وداعية إسلامي.

15‏/02‏/2011

الآن بدأ العمل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران:26-27).
كَمْ ظَنَّ مُلوك أنَّ ملكهم لا يزول.. ! وكَمْ قال قائل مُقْسِماً: "ما لنا مِن زوال"! (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ) (إبراهيم:44) وكَمْ دعا مظلومون: "ربنا إنَّا مَغْلُوبُون فَانْتَصِرْ"، وطال انتظارهم وعند الله إجابة دعوتهم: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (يونس:89).

أقول لأُمَّتي، وأقول لأَخَوَتي:
الآن بدأ العمل فلا تظنوا أنه قد انتهى، الأيام القادمة محنة مِن نوعٍ جديد، تحتاج إلى استقامة على طريق الحق؛ استقامة في الباطن، واستقامة في الظاهر.
تحتاج إلى حذر مِن الجهل وعدم العِلم، ومِن اتباع سبيل الجُهَّال الذين لا يعلمون، فضلاً عن المنافقين أعداءِ الدِّين الذين يريدون تضييع هُوية أُمَّتِنا الإسلامية (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4).
تحتاج إلى صدق مع الله -تعالى- في الأقوال والأعمال والأحوال.
تحتاج إلى إخلاص وتجرد لإرادة وجه الله والدار الآخرة ونسيان حظ النفس.
تحتاج إلى ثبات على المنهج.
تحتاج إلى ذِكر كثير لله -تعالى- بتلاوة آياته في الصلاة وخارجها، واتباع أوامره ونواهيه، فالأوامر والنواهي هي مِن ذكر الله، وليس الذِّكْر فقط التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وقراءة القرآن -وأعظم أَمْرٍ أَمَرَ الله به التوحيد، وأشد ما نهى الله عنه هو الشرك-، وهذا الذِّكر سبب الفلاح.
تحتاج إلى مزيد مِن طاعة الله وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- عِلمًا وعملاً ودعوة وصبرًا.
تحتاج إلى تَرْكِ التنازع والاختلاف الناشيء عن هوى النفوس وإرادات الدنيا، ورد ما كان مِن نزاع إلى منبع الهُدى ومصدر النور المُتَلَقَّى مِن فمِ الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- في مسائل الإيمان والاعتقاد، وفي مسائل الأحكام في العبادات والمعاملات، وفي مسائل أحوال القلوب والأخلاق (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) (النساء:59)، فبهذا مع الصدق والإخلاص يزول النزاع أو على الأقل يظل محصورًا في دائرة محدودة يبقى معها الحب والود؛ وإلا فالبديل هو الفشل.
تحتاج إلى صبر على الطاعات، وصبر عن المعاصي، وصبر على البلاء.
تحتاج إلى تخلص مِن أمراض الكبر والعُجْب والبطر واحتقار الناس وازدرائهم، والرياء والسمعة التي تجلب القسوة والغفلة، كما كان دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ والقَسْوَةِ والغَفْلَةِ والعَيْلَةِ والذِّلَّةِ والمَسْكَنَةِ وأعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ والكُفْرِ والفُسُوقِ والشِّقاقِ والنِّفاقِ والسُّمْعَةِ والرِّياءِ وأعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ والبَكَمِ والجُنُونِ والجُذامِ والبَرَضِ وَسَيِّىءِ الأَسْقامِ) (رواه ابن حبان والحاكم، وصححه الألباني).
نتأمل كيف استعاذ -صلى الله عليه وسلم- بالله مِن الأمراض القلبية قبل الأمراض البدنية؛ لأنها تفتك بالقلوب التي يحصل بوجود الإيمان فيها السعادة الأبدية، وإذا خلى منها أو نقص حلت جميع هذه الأمراض والأسقام.
تحتاج للحذر مِن أي صورة للصد عن سبيل الله، فلقد رأينا عاقبة مَن صد عن سبيل الله، ولا يزال يوجد مَن يصد عن سبيلِ الله، فالأعداء متربصون؛ وربما زاد صدهم عن سبيل الله لمواجهة الروح الجديدة التي انبعثت في الأمة فلنجعل منهاج عملنا مِن قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (الأنفال:45-47).

أُمَّتي الحبيبة، وإخوتي الأحباء:
طُوِيَت صفحةٌ وبدأت صفحةٌ جديدة ومهامٌ عديدة، وأحمالٌ ثقيلة، وأمانةٌ شديدة أعرضت عنها السموات والأرض والجبال.

فاللهم أعنَّا ولا تُعِن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويَسِر الهدى لنا، وانصرنا على مَن بغى علينا.
اللهم اجعلنا لك شكَّارين، لك ذاكرين، لك رهابين، لك طائعين، إليك مخبتين، إليك أواهين منيبين. ربنا تقبَّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعوتنا، وثبِّت حُجَّتنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلُل سخيمة صدورنا.

كتبه: ياسر برهامي
9-ربيع أول-1432هـ   12-فبراير-2011