03‏/01‏/2011

فضل الإسلام وأهله

الدِّينُ الحقُّ هو الإسلام، قال تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ [سورة آل عِمران – الآية 19]، وهو الاستسلام بالتوحيد الخالِص لله، والاتِّباع الكامِل لرسوله صلى الله عليه وسلم، والبراءة مِن الشِّرك وأهلِه.

والإسلام العام هو دينُ الأنبياء والمرسَلين، قال تعالى عن نوح عليه السلام: ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [سورة يونُس – الآية 72]، وقال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام: ﴿أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [سورة البقرة – الآية 131]، وقال إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾ [سورة البقرة – الآية 128]، وبالإسلام أوصى إبراهيم ويعقوب عليهما السلام قائلين: ﴿فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [سورة البقرة – الآية 132]، وموسى عليه السلام يقول: ﴿يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾ [سورة يونُس – الآية 84]، وقال الحواريون لعيسى عليه السلام: ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [سورة آل عِمران – الآية 52].

والرسالة الخاتِمة المَرْضِيَّة هي الإسلام، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ [سورة المائدة – الآية 3].
ولا يَسَع أحداً أنْ يتدَيَّن بغَيْر الإسلام الذي أنزله اللهُ على خاتَم الأنبياء، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [سورة آل عِمران – الآية 85].
وفي الصحيح: ((والذي نفسُ محمدٍ بِيَدِهِ لا يسمعُ بي أحدٌ مِن هذه الأُمَّة يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرسلتُ بِهِ إلا كان مِن أصحابِ النَّار)) [رواه مسلِم (ح153)].
إذِ الإسلامُ دِينُ الفِطرة، قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [سورة الروم – الآية 30]،
وهو دِينُ الهُدَى والرحمة، قال تعالى: ﴿وَنَـزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [سورة النحل – الآية 89]،
وهو دِينُ اليُسْر ورَفْع الحَرَج، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [سورة الحج – الآية 78]،
وهو دِينُ التحرر مِن كلِّ عبودية لغَيْرِ الله، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [سورة آل عِمران – الآية 64]،
وهو دِينُ العِلم والعَقْل، قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [سورة المجادلة – الآية 11]، وقال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [سورة ص – الآية 29].

والمُسلِمون هُم خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَت للناس، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [سورة آل عِمران – الآية 110]،
وهُمْ الأُمَّة الوَسَط، والشهداء العُدُول على جميع الأُمَمِ، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [سورة البقرة – الآية 143].


كتبه: فضيلة الشيخ د. محمد يُسري
مِن كتاب: مَتْن دُرَّة البَيان في أُصول الإيمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق