09‏/03‏/2012

فتوى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في النظام السوري


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على إمام النبيين وقائد الغر المحجلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد


·
فبما أخذ الله تعالى من الميثاق على العلماء، فإن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح تفتي بكفر النظام السوري الطائفي وإباحة دم رأس هذا النظام المجرم الذي ولغ في دماء السوريين، وأهان المصحف الشريف، واعتدى على حرمات المساجد، وأزهق الأرواح المعصومة، وأتلف الأموال المصونة، وتجبَّر واستكبر في الأرض بغير الحق.

وتدعو الهيئة كل قادر من أفراد الجيش والشرطة أن يتولى هذا الشرف بنفسه دفاعًا عن دينه وعرضه وأمته، والمقتول في هذا الجهاد بإذن الله تعالى نحتسبه من الشهداء {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].


·
كما تفتي الهيئة الشرعية وحدات الجيش السوري المسلم بالانفصال عن جيش النظام الفاجر والانضمام إلى الجيش السوري الحر، وتدعو الهيئة الشرعية الأمة الإسلامية بحكوماتها وهيئاتها المختلفة إلى إمداد الجيش الحر بالسلاح والمال والدعاء في الأسحار! قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72].


·
وتجدد الهيئة ما سبقت الفتيا به لأفراد الجيش النظامي وقياداته بأن كل من قَتل أو أَمر بالقتل أو أعان عليه -بغير حق- فقد أتى ما يهدر به دمه، وتحل به عقوبته في الدنيا والآخرة، لا فرق بين حاكم ومحكوم أو قائد وجنود، وقد قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38].


·
ومع تأكيد الهيئة على سلمية المظاهرات والمطالبات إلا أن لكل فرد من الأفراد المدنيين أن يدفع العدوان عن نفسه وأهله وعرضه وماله، والمقتول دون ذلك نحتسبه عند الله من الشهداء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَن قُتل دون ماله فهو شهيد, ومَن قُتل دون أهله فهو شهيد, ومَن قُتل دون دينه فهو شهيد, ومَن قُتل دون دمه فهو شهيد" [رواه أحمد والنسائي].


·
وأخيرًا فإن على علماء السلطان وعمائم الطغيان ورءوس الفتنة والبدعة أن يستقيلوا من وظائفهم، ويتبرَّءوا من ممالأة الكفر والإجرام، وألا يبيعوا دينهم وآخرتهم بدنيا قد أدبرت عن غيرهم.

وليذكروا أن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ومقته يهوي بها في النار سبعين خريفًا، ويلقى الله تعالى وهو عليه ساخط، قال تعالى {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد : 38].

اللهم انصر أهل الإسلام والسنة في سوريا، واشدد بأسك ووطأتك على النصيرية، وهيِّئ لها يدًا من السنة حاصدة، وعجِّل بفرج المظلومين، وانتصر لدماء المسلمين، ومكِّن لعبادك المخلصين، وجندك الغالبين، إنك أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.



7 ربيع الآخر 1433 هـ / 29 فبراير 2012



لجنة الفتوى بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح


رئيس لجنة الفتوى
الأستاذ الدكتور علي أحمد السالوس
رئيس الهيئة الشرعية



نائب رئيس اللجنة
الشيخ مصطفى محمد مصطفى
عضو مجلس الأمناء

مقرر اللجنة
الدكتور محمد يسري إبراهيم
الأمين العام

الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق