23‏/12‏/2011

المقصود بتطبيق الشريعة


الشريعة هي كل ما شرعه الله لعباده مِن الدين، فهي بمعناها العام تشمل كل ما جاء به الإسلام مِن العقائد والأخلاق والعبادات والمعاملات..، وبمعناها الخاص تُطْلَق على الأحكام العملية مِن العبادات والمعاملات...

والشريعة بهذا المعنى الخاص هي التي كانت تتفاوت مِن رسالة إلى رسالة وفق ما اقتضته الحكمة الإلهية كما قال تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [سورة المائدة – الآية 48]، ثم استقر الأمر على شريعة الإسلام التي خَتَمَ الله بها الشرائع ونَسَخَ بها المِلل وجعلها ديناً واجب الاتباع إلى قيام الساعة.

قال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة الجاثية – الآية 18].



فالمراد إذن بتطبيق الشريعة هو الشريعة بمعناها العام الشامل الذي يترادف مع كلمة الدين، فيكون المقصود حراسة الدين عقائد وأخلاق وأحكام، وسياسة الدنيا به.

ولهذا اتفق أهل العِلم على مدار التاريخ الإسلامي كله أنَّ وظيفة الحكومة الإسلامية تتمثل في حراسة الدين وسياسة الدنيا به.

أما اختزال الشريعة في الحدود فقط فهو محاولة للتشويش أرجو أنْ يترفع عنها المنصِفون، فما الحدود إلا باب مِن أبواب المعاملات، وما المعاملات إلا قِسم مِن أقسام الشريعة بمفهومها العام والشامل، ورَحِم اللهُ امرءًا قال خيراً فغنِم أو سَكَتَ فسلِم.



كتبه: أ.د. صلاح الصاوي

مِن كتاب: يسألونك عن الشريعة – حوارات حول الشريعة والعَلمانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق