22‏/04‏/2011

حول حظر النقاب في فرنسا

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،
فمَنْع رئيس الوزراء الفرنسي للنقاب هو في حقيقته عداءٌ عقائدي، وإلا فهذه دولة حريات -كما يدَّعون-، ويسمحون هناك -كما شاهدتُ أنا- بالعربدة والعري والخلاعة.
فهم يسمحون بالعري والخلاعة، ويمنعون النقاب، وهذا تناقض حتى النخاع، ولذلك اعترضت عليهم دول من جملتها أمريكا، وإن كانت تقدر معاني الصداقة، وأنَّ فرنسا أعظم حليف لأمريكا، واعترض أيضاً أردوغان في تركيا.

- وهذه إحدى القضايا التي قد نهملها في موجة الانشغال بالسياسة والأحزاب والأحداث الجارية، فننسى أو ننشغل عن معاني الإيمان، والطاعات التي تُقرب إلى الله -تعالى- مِن الذكر  وتلاوة القرآن، التي يشعر فيها المؤمن بحلاوة الإيمان، ولذة المناجاة (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مَائَةَ مَرَّةٍ، حَطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) [متفق عليه]، وقال عليه الصلاة والسلام: (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِى الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ) [رواه مسلم]، ونِعم الزاد كتابُ الله.
فنترك معاني الإيمان، ونخوض في الكلام عن أمور تؤخر ولا تُقدِّم. والمؤمن يتدبر ما يجري مِن أحداث فيرى فيها آيات بينات في عاقبة الظالمين، وإذلال المتكبرين، ومحاكمة الذين كانوا بالأمس حاكمين.

- وهذه الدول التي تدَّعي الحرية، قد لا يستطيعون أنْ يَسُبُّوا الحاكم، ولا أنْ يَسُبُّوا اليهود، وإلا وقعوا تحت طائلة قانون معاداة السامية، وهم هم الذين قد يَسُبُّون الدين، ويقولون حرية شخصية.

- وبعض المغفلين الذين لا يفهمون ديناً ولا دنيا، يقولون: إنَّ هذه شعوب عندها حريات!!
أي حريات هذه؟! وهم لا يستطيعون أنْ يَسُبُّوا الملكة أو الرئيس، خوفاً مِن القانون، فهل يُنتقص مِن شخص النبي -صلى الله عليه وسلم- بزعم الحرية؟!
أي حرية هذه؟! إنْ كنت لا تفهم ديناً، فافهم الدنيا مِن حَوْلك كيف تسير!

- البعض يريد أنْ يفلسف القضية، فيقول: إنَّ في السعودية يفرضون النقاب، وفرنسا تفرض حظر النقاب، وهذه دول قمع، وفرنسا مثل السعودية!
لا يجوز التسوية بين المُحِق والمُبْطِل (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [القلم:35،36]، وفارق بين مَن يفرض التبرج ومَن يفرض الحجاب، صحيح أنَّ كليهما يُفرض، ولكن هذا يفرض حجاباً يأمر به رب العزة جل وعلا، والحُكم موضوع لإقامة الدين وسياسة الدنيا به، وبين مَن يفرض الخلاعة والتبرج والاختلاط، فالفرق بينهما كما بين السماء والأرض.

- ولابد من التوضيح والبيان على جميع المستويات، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والأوقاف والأزهر، ولابد مِن مناصرة المعاني الشرعية والشعائر الدينية، والمناصرة لها شأن وقيمة ووقع، لأنَّ هذه دول فاجرة لا تخاف إلا على مصالحها الدنيوية. والقضايا الإسلامية لا يصح إهمالها ولا الغفلة عنها.

وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

كتبه: سعيد عبدالعظيم
20/04/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق