14‏/03‏/2011

البيان الخامس للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وآله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد..

فإنَّ الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر بعد تأكيدها على حماية مكتسبات الثورة المباركة، وحثها للأمة على المضي قدمًا في بلوغ الغاية المنشودة من تحقيق الحريات والحقوق المشروعة والإصلاح الشامل للمجتمع المصري، ترى أنه مِن غير المستغرب –  وقد بدأت معركة التطهير من الفساد ومحاكمة المفسدين – أنْ تسعى قِلة مأجورة لضرب استقرار البلاد عبر مخططات تَعْرِف الأمة مقاصدها المغرضة، ومراميها المفسدة، وانطلاقًا مِن هذه الحقيقة ومما يجري اليوم على أرض مصر الطيبة الآمنة تتوجه الهيئة إلى الأمة بالبيان التالي:

أولاً: استنادًا إلى قول الحق تبارك وتعالى {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة:191]، تُحذر الهيئة مِن مثيري الفِتن بين مواطني مصر: المسلمين والنصارى، وتؤكد على حقائق الشريعة والتاريخ مِن احترام حقوق الإنسان المشروعة.

ثانيًا: تُنادي الهيئةُ القائمين على أمن البلاد بالضرب بِيَدٍ مِن حديد على مَن يتولى كِبَر إثارة الفِتَن، وتحريك المحن، سواء أكانوا مِن فلول النظام السابق وجلاوزته، أم كانوا ممن يغرِّرون بالأقلية النصرانية.

ثالثًا: تُذَكِّر الهيئةُ نصارى مصر بعمق العلاقات والروابط الإنسانية والاجتماعية وقِيَم العدل والبر وحسن الجوار، ووشائج القربى والمصاهرة مع المسلمين على مر العصور، بما يمتنع أنْ تؤثر فيه الحوادث الفردية أو القضايا الجُزئية الطارئة.

رابعًا: بخصوص الأحداث الجارية فإنَّ الهيئة الشرعية تناشد المسلمين أنْ يَكُفُّوا أيديهم وتدعوهم إلى الصبر على استفزازات قِلة مأجورة؛ سواء أكانت مِن المسلمين أم النصارى؛ حتى تُفَوِّت الفرصة على مَن يريدون جر بلادنا إلى مستنقع الفوضى والحرب الطائفية.

خامسًا: تَطْمَئِن الهيئة إلى قضاء مصر النزيه وتنتظر حُكمه في قضية المسلمة: «كاميليا شحاتة» وأخواتها، وتناشد جموع المسلمين بضبط النفس إلى أنْ يرفع الظلم ويتحقق العدل.

سادسًا: تُنبِّه الهيئة طوائف الدعاة إلى أهمية الوحدة والاعتصام بحبل الله وهُداه، والارتفاع على الحظوظ الشخصية والخلافات الحزبية، وعلى الجميع رعاية مصالح الأُمة الكُلِّية وتقديمها على المصالح الفئوية.

سابعًا: على مختلف الدعاة التنبه إلى خطورة الكلمة وأهمية ضبطها، والحذر مِن الانزلاق في تصريحات إعلامية يستغلُّها مروِّجو الفتن، وعملاء الفساد ضد مصلحة الأمة.

ثامنًا: ترى الهيئة أنَّ التعديلات الدستورية الجديدة مقبولة في الجملة، والتصويت عليها بالموافقة يمهد لقيام مناخ سياسي أفضل وحُريات وحقوق أكمل.

تاسعًا: مع التأكيد على الحق في المطالبات المشروعة إلا أن الاعتصامات والإضرابات الفئوية التي تُعيق الحياة، وتُعَطِّل مصالح المواطنين، وتُكَبد الدولة خسائر فادحة، وتُجهض مكاسب الثورة - هي محرمة، ولا تجوز على هذا النحو بحال.

وفَّق الله مساعي المُخْلِصين، وحَفِظ ثورة المصريين، ووقى البلاد الفتن ما ظهر منها وما بطن.

والحمد لله رب العالمين.


التاريخ: السبت 7 ربيع الثاني 1432هـ / الموافق: 12 مارس 2011م


رئيس الهيئة الشرعية
أ.د. نصر فريد واصل

نائب رئيس الهيئة
أ.د. على أحمد السالوس

الأمين العام
د. محمد يسري إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق