لِكَوْن الدولة الإيرانية امتدت في العالم الإسلامي ناشرة للعقائد الفاسدة في إفريقيا وآسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي والشمال الإفريقي، وأوروبا وأستراليا وأمريكا، وتأثر بها كثير من عوام المسلمين الذين لا يملكون فهماً ولا عِلماً ولا اطِّلاعاً بحقيقة أمرهم، ومرمى أهدافهم، رأيتُ من المناسب أن أُبَيِّن عقائد هذا القديس المزعوم "الخميني ومن جاء بعده"، حتى نُحَذِّر الأجيال مِن هذه المدرسة الشيطانية التي نخرت بُنيان الأُمَّة، ولا تزال تنخُر دون كلل ولا ملل.
ومِن عقائد الإمام الخُميني الفاسدة ما ذكره في كتابه "الحكومة الإسلامية": "وأن مِن ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه مَلَك مُقرب ولا نبي مُرسل"، وقد ورد عنهم: "أن لنا مع الله حالات لا يسعها مَلَك مُقرب ولا نبي مُرسل" – الحكومة الإسلامية ص52.
فهذا اعتراف واضح في كونه يُفَضِّل أئمة الإثنى عشرية على الأنبياء والرُّسُل، وهذا مذهب غُلاة الروافِض في حُكم كِبار أئمة السُنَّة.
يقول عبد الظاهر البغدادي (ت429هـ): "وزعمت الغُلاة من الروافِض أن الأئمة أفضل من الأنبياء، ونعلم أن هذا باطل" – أصول الدين ص298.
ويقول القاضي عياض (ت544هـ): "وكذلك نقطع بتكفير غُلاة الروافِض في قولهم: إن الأئمة أفضل مِن الأنبياء" – الشفاء ج1 ص290.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ): "والرافِضة تجعل الأئمة الاثنى عشرية أفضل مِن السابقين الأولين مِن المُهاجرين والأنصار، وغُلاتهم يقولون: إنهم أفضل مِن الأنبياء" – مِنهاج السُنَّة ج1 ص177.
ويقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "ومن اعتقد في غير الأنبياء كونه أفضل منهم أو مُساوياً لهم فقد كَفَر، وقد نَقَل على ذلك الإجماع غير واحِد من العُلماء" – الرد على الرافِضة ص29.
إن الخُميني مرجعه في المُعتقد والتصور الشيعي، شُيوخه الذين سبقوه وواضعو هذا المنهج المُنحَرِف، فهو يُعَظِّم ويُقَدِّس كتاب "الكافي" للكليني، و"الاحتجاج" للطبرسي وغيرهما، ويترحم في كُتُبِه على المجوسي حُسَيْن النُّوري الطبرسي صاحِب كتاب "فصل الخِطاب في إثبات تحريف كِتاب رب الأرباب"، وتجده يُوَثِّق كِتاباً حوى "دعاء عَلِيِّ عَلَى صنمَي قُريش" وهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه وصف "الشيخين الَّذَيْن حَرَّفا كِتابك" – مسألة التقريب بين أهل السُنَّة والشيعة ج2 ص237. وله تفسير باطِني في بعض الآيات، مَثَلاً في قولِه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [سورة النِّسَاء – الآية 58]، "فقد أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم بِرَد الإمامة إلى أهلها، وهو أمير المؤمنين، وعليه هو أن يَرُدَّها إلى من يليه، وهكذا..." – مسألة التقريب بين السُنَّة والشيعة ج2 ص237.
وأما اعتقاده في الصحابة، فإن مُعتقد الإثنى عشرية: لا وِلاية إلا البراءة مِن أعدائهم وهم أبو بكر وعُمر رضي الله عنهما ومن اتبعهما بإحسان إلى يوم الدين.
فالخُميني يرى مشروعية التبرؤ مِن هؤلاء الأخيار والتَّولي للإثنى عشرية في الصلاة، فيذكر أن المصلي يُشرع له أن يقول في سُجودِه: "الإسلام ديني، ومُحَمَّد نبيي، وعلي والحسن والحُسَيْن – يعدهم إلى آخرهم – أئمتي، بهم أتولى ومِن أعدائهم أتبرأ" - تحرير الوسيلة ج1 ص169.
ويطعن في الصحابة لمخالفتهم النص المزعوم على إمامة عَلِي، يقول: "وفي غدير خم في حجة الوداع عَيَّنَه – يعني عَلِِيَّاً – النبيُ صلى الله عليه وسلم حاكِماً مِن بعده، ومِن حينها بدأ الخِلاف يَدُب في نُفوس القوم" – الحكومة الإسلامية ص131.
وكتابه الحكومة الإسلامية وغيره من كُتُبِه مليئة بالإنحراف عن الصراط المستقيم، فالخميني لا يختلف في اعتقاده عن الرافضة إن لم يكُن أشد غُلُوَّاً وشططاً، ونشط الخُميني قبل وفاته مُحاوِلاً بسط سُلطان الشيعة على شعبه بالقوة، وقامت دولته بتصدير الثورة كما يقولون، واعتمدت الشيعة على المُراوغة والكذب والتضليل، وهؤلاء الجدد لا يختلفون عن شيعة الأمس في المُراوغة والكيد، وفي الغُلُو أيضاً.
ويعتمدون على مبدأ التقية في جلب الناس حولهم، وإليك ما قاله الخُميني لأتباعه في أحد خطاباته: "لا تُبعدوا الناس عنكم الواحد تِلو الآخر، لا تكيلوا التُهم لهم بالوهابية تارة، وبالكُفر تارة أخرى، فمن يبقى حولكم إذا عمدتم إلى ممارسة هذا الأسلوب؟" – فِرَق مُعاصرة للعواجي ج1 ص263.
كتبه: د. عَلِي محمد الصَّلابي
مِن كتاب: الدولة الفاطمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق